رسالة أبي

في فتور اتقبل التعازي شارد الزهن فيما هو ات - كلما اقترب المقرئ من الخاتمه كلما ضاق صدرى تحسبا للحظة انشد ان افر منها - والسؤال الملح من اين لي بسداد مصاريف كل هذه المراسم الجنائزيه - مطأطأ الراس افترس اخر ما دخنت بنعل حذائي والسؤال الملح يكاد يطل من رأسي فاضحا حالي ( من يا تري أصر على هذا المعزى ونحن بالكاد كان يكفينا تقبل التعازي علي قبر أبي ) - عاش فقيرا ومات فقيرا وما أورثنا سوي مر الحاجة - شرود اقرب للثبات افقت منه بلمس كف غليظ يربت علي كتفي رفعت وجهي لتلاقي عيوني ملامح وجه اغلظ لم ينبس صاحبه بحرف وانما اشار لي تجاه رجل يجلس في اخر مقاعد السرادق تبدو عليه مظاهر الرفاهيه اومأ لي براسه فقمت اليه ليلاقيني بمنتصف المسافة بيننا في حنو بالغ مد زراعيه ليحتويني مقبلا راسي وتبطأ ذراعي ليصطحبني بعيدا عن جموع المعزين لينبئني بما ازاح الغمة عن صدرى اذ اخبرني بأنه قد سدد كل مصاريف الجنازه والسرادق ووجدته يخرج لي من جيب بدلته الداخلي مظروف ليدسه في يدي خلته مبلغا من النقود فحاولت ان ادفع يده في ادب الا انه مال علي ليهمس بانها رسالة ابي التي اوصاه ان اتسلمها وان لا افضها الا واقفا بمشهد قبره - متعجلا انتهاء المعزي وانصراف أخر المعزين اسرعت الي غرفتي والخيلات تكاد تعصف بي عن مضمون رسالة ابي الاخيرة علها تزف لي سر ارث كان قد اختزنه لي - بلهفة راحت افض مظروفها ونبضات قلبي اظنها تصك اذان اهل الحي - بخط منمق عرف به ابي كتب ( اي بني رحمة الله عليك عالما بانك قد تضن علي بترحمك يا اعز ما تركت علي وجه الدنيا لقد كنت أسوء اقدارك بينما كنت انت اسعد اقداري - يا ولدي انا ما ظلمتك بنسبي ولا انتسابك لى 😢 واعلم انه ما انقصك انتسابك لفقير مثلي من شئ فتلك اقدار حالت بيني وبين احلامي قبلك وما اورثتك ايها - وكوننا قد شاءت اقدارنا ان نولد بمجتمع يقاس فيه المرء بنسبه وحسبه وما ملك فتلك ليست بجريرتي فلست الملام - كل ما ابغيه ان تعلم اني ما احببت ان يكون علي ظهر الخليقة من يفضلك حتي ولو انا ولو كنت قد اخبرت يوما بأن يميني وناظري كلفة حلم لك ما توانيت - يا ولدي فقراء الدنيا قلوب من ذهب لا افة لهم ) مسند الراس الي الجدار رحت اهمس دامعا ( ارثك ابي ادركته - وعيته ولكنه لم يغنيني فما زلت لا امتلك جوادا سلطويا يحملني حيث احلام ملكت مقوماتها وتوهب لمن هو دوني ) . ( مما راقني ..... منقول طبعا )


شاكر صديقي الغالي تعليقك الجميل .. شهادة يجب ان احتفظ بها رغم انني مجرد ناقل للقصة .... اما مسأله تساؤلك الوارد في تعليقك .. فقد علقت انا على ناشر القصة بقولي ... يكفي انهم بذلوا اقصى مايستطيعوا لاسعادنا .. رحمهم الله


لقد شرع الاسلام التعزيةوسن ادابا لها ويجب على المُعزّي والمعزى ان يلتزموا بهذه الاداب.فترى بعض المعزين في العزاء يتحدثون عن نتائج فرقهم بالدوري واخرون عن الاسهم وآخرين يضحكون غير مراعين للحالة النفسية لاهل الميت واحبابه. اما في تعزية النساء فترى العجب صحيح ان اغلب الوان ثيابهن سوداء ولكن تلك الالبسة تصلح لتكون البسة سهرة لما فيها من لمسات ابواب الموضة من ابليس... واقصد باريس. ان التقاليد البالية التي اخترعتها الشعوب وجعلت من العزاء مائدة مفتوحة يجلب اليه مالذ وطاب من الطعام ماهو الاقلة احترام للميت ولاهل الميت لمخالفته قول النبي صلى الله عليه وسلم: اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد اتاهم مايشغلهم.ولكن للاسف فان التقاليد طغت على سنن نبينا وتعاليمه والتفت اغلب الناس الى الاعراف والتقاليد البالية كتقديم القهوة المرة واستأجار قاعة للعزاءباهظة التكاليف حتى كاد المعزون ينكرون على اهل الميت ان نفذوا وصية النبي واهملوا التقاليد. ان البساطة في تلقي العزاء مطلوب لانه قد يكون اهل الميت فقراء وليس لديهم مايرضي تخريفات المجتمعات وتقاليدها الغير مقبولة فتأتيهم مصيبة ثانية غير مصيبة الميت.
(كفى بالموت واعظا)


شهادة من اديب كبير ستصل لصاحبها ان شاء الله ... هو كاتب وشاعر صديق ايضا


وساكت علينا من زمان ؟؟ لي كده