الحقيقة المطلقة

حينما خرق العبد الصالح السفينة صاح به موسى وهو نبي الله (لقد جئت شيئا إمرا) ظنا منه أنه يملك الحقيقة المطلقة وان ما رآه واضح كالشمس ولا يحتمل التأويل ومع ذلك اتضح أن خرق السفينة كان فيه الحفاظ على مصدر رزقهم، ثم إنطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله الخضر فتعجب موسى وهو نبي الله لأنه لا يملك الحقيقة المطلقة وكان إنكاره أشد وأحد من خرق السفينة ثم اتضح أن قتل الغلام إنما كان رحمة من الله بوالديه، ثم انطلقا حتى اتيا قرية بخلاء لا يكرمون الضيف ولا الغرباء ومع أنهما طلبا الطعام إلا أن اهل القرية رفضوا اطعامهم فأي شح هذا ومع ذلك أقام الخضر الجدار دون طلب الأجر وهم في أشد الحاجة إلى الطعام وهنا سأله موسى لماذا تأخذ أجرا وهم منعونا الطعام فمع انه نبي لا يملك الحقيقة المطلقة ثم علم ان إقامة الجدار كان حفاظا على كنز تركه الوالدين لغلامين يتيمين واستنتج العلماء من ذلك أن صلاح الآباء ينفع الأبناء الشاهد أنه لا أحد منا يملك الحقيقة الكاملة هناك احيانا وجه آخر للحقيقة لذلك مهما كنت متأكدا من شيئ وان بلغت نسبة صحته ٩٩٪فما أدراك أن يكون الواحد بالمئة هو الصحيح؟ أما أن تجزم أنك وحدك الصح وتصدر احكاما بناءا على رأيك انما هو الصلف عينه والتكبر والغرور (ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) وتذكر دائما(أن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا يهوى بها في جهنم) لينوا وترققوا وتراحموا واحسنوا الظن فإنما المؤمنون اخوة