مرحبابكم! مجتمع الشطرنج!
في هذه المدوّنة ، سنتطرّق إلى "التّضحية بالهديّة اليونانيّة" ! Greek Gift Sacrifice
إنّ توسيع المدارك و تعميق الخبرة لا يتأتّى إلّا عن طريق الإطّلاع ،أثبتت دراسات حديثة أن التّجارب التّي يعانيها الفرد لا تتمثل أكثر من عشرة في المائة من مجموع خبراته التّي يكتسبها
عن طريق التّلقي و أهم وسيلة للتّلقي هي الإطّلاع و القراءة!
معنى هذا أن الخبرة مكتسبة و ليست عفويّة أو فطريّة ، و أنّها جهد لابد من آدائه
خاصتا في لعبة معقّدة كالشطرنج!
حتّى يصل اللاعب إلى المستوى الذي يكتسب معه مهارة صهر أفكاره في جوهر و قلب اللّعبة دون عناء...!!
عزيزي القارئ أعتقد أنّك سمعت عن تكتيك الهديّة اليونانيّة من قبل في لعبة الشطرنج؟.
لن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً!
هناك قول مأثور "احذر من اليونانيين يحملون الهدايا!” تضحية الهديّة اليونانيّة هو نمط أو تكتيك يتكرر كثيرا في بعض الألعاب خاصتا عند تبييت الملك! هذا التكتيك - يمنح المهاجم المبادرة و يؤدّي إلى الفوز أو تقدّم كبير و خسائر جسيمة للخصم بعد تضحية الأسقف في خطوة يقوم فيها بدوره كهديّة، ثم تقدّم الفارس ،بعدها الملكة لعمل كش مات ، أو الفوز بملكة الخصم.عادةلا ينبغي أن يكون هناك فارس في مربع f6 .(الآن أراه بوضوح إنّه مربع أسود!) تعمل فكرة الهديّة اليونانيّة بشكل أفضل عندما يكون لديك ميزة تطوير وتكون قطعك جاهزة للانضمام إلى الهجوم. تذكّر أن تنسّق قطعك قبل التّضحية.
يقول:"أحمد الكيواني" في قصيدته الأرجوزة:
لا تبخلنّ بقطعة ذميمة ♟ إن أوقعت مكيدة عظيمة لكن بشرطِ الفكرِ في العواقبِ ♟ والنّظرِ المنتجِ للمطالبِ
تعود هذه التّسمية إلى: قصة حرب طروادة - صراع بين مملكتي طروادة واليونان في حدث تاريخي قديم... لجأ الإغريق إلى حيلة ماكرة!. الخطّة - التي ابتكرها شخص تتضمن بناء حصان خشبي ضخم مجوف من ألواح الخشب ، سقل على جانب منه باب مخفي ، ونقش بحروف كبيرة على الجانب الآخر "العودة إلى الوطن" بمجرد بناء الحصان الخشبي ، شرع هذا الشّخص و هو (مهندس رئيسي كان في صفوف الجيش لم يكن هناك من ينافسه في كل من المعرفة و الرؤية الثّاقبة و الهندسة المعماريّة و فنون الحرب) بدأ في إقناع المحاربين الأشداء والأكثر مهارة في ..القتال تسلق الحصان الخشبي ، مدججين بالسلاح و الدروع ، و المكوث في جوفه. أحرق اليونانيون الباقون بعد ذلك خيامهم وأبحروا ، إلى جزيرة قريبة مختبئين. كانت الخطّة هي البقاء هناك لمدّة ليلة ثم العودة...
في النّهار ، وجد كشّاف من قلعة طروادة كان يستطلع المكان وجد حصان خشبي عملاق... وقفوا في دهشة لبعض الوقت ، قبل أن يقترحوا أن يأخذوا الحصان إلى طروادة وسحبه إلى القلعة ومع ذلك ، كان لدى البعض أفكار أخرى. "يجب أن يلقى في البحر...ردّد آخرون هذه هديّة يونانيّة زائفة... يجب أن نحرقها...! كما في بعض ألعابك في الشطرنج عندما تقدّم إليك قطعة دون مقابل فإنّك تتردّد في أخذها! وينتج عنها صراع نفسي يقل و يكثر! و الخوف من المجازفة…! الهديّة مغرية جدّا في مثل هذا الوضع لكنّها ستكون خطوة سيّئة للغاية! في الأخيرمهما يكن من أمر لا تستطيع رفض الهديّة و تقع في الفخ!!
اخيرا...بجهد كبير ، جرّ أحصنة طروادة الحصان الخشبي داخل أصوار المدينة المحصنة، معتقدين أنّ الإغريق قد تركوه كهديّة استسلام أثناء إبحارهم إلى منازلهم ... في منتصف اللّيل ، و تحت ضوء القمر ، تسلل المحاربون المختبؤون من جوف الحصان الخشبي عبر بوابات طروادة وإعطاء - الإشارة التي انتظرها الجيش للعودة إلى الشاطئ.، عندها رفع قائدهم سيفه و هو يصرخ ممزقا صمت الليل الميت محييا أمواته! حتى الآلهة لا تستطيع إنقاذكم منا اليوم...!!!.
_مجازيًا ،أصبح مصطلح "حصان طروادة" يعني أيّ خدعة أو حيلة تجعل هدفًا يدعو عدوًا إلى حصن أو مكان محمي بشكل آمن. التّضحية اليونانيّة هيّ تضحية مثيرة للاهتمام في الواقع تتضمّن تضحية الأسقف وليس تضحية (الحصان) كما في القصة.
في الختام ، فإنّ التّضحية بالهديّة اليونانيّة هيّ شيء مفيد للغاية يجب أن تعرفه جيّدا ،و من خلاله يمكنك تحقيق انتصارات على خصومك.
أتمنّى أن تستمتع باستخدام هذا الفخ على ضحاياك الغافلين!
!أتمنّى أن تكون قد استفدت من قراءة المدونة
شكرا لكم!.