التهديد أفضل من التنفيذ نمزوفيتش

بقلم Mostafa Samer

الشطرنج بين الدفاع والهجوم

لاشك بأن رقعة الشطرنج هي ميدان حرب بين طرفين فلست وحدك من يملك المهارة والفنون القتالية ، الأمر الذي يحتم عليك تعلم مهارات كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر

أولا ) ان تبدأ بنفسك فتتعلم مراحل المباراة الثلاثة ، الافتتاحية ( دراسة ) ، الوسط ( ذكاء ومهارة ) النهايات ( خبرة وتدريب ) ، وتعمل على رفع مستواك في تلك المراحل .

ثانيا ) تعلم فن الاخذ والرد واستراتيجيات الدفاع والهجوم ، فليس من الحكمة أن تنتهج إسلوب والواقع يحتم الاسلوب المضاد ، وهذا ما يقع فيه الكثير ، فمثلا يهاجم ولديه ثغرات ينفذ لها الرسيل ويصعب عليه وقتها التراجع للدفاع ، والعكس صحيح ، لا تقف مدافعا وتعطي الرسيل الوقت يكثف قطعه ويتقدم ويحتل مواقع استراتيجية في الوقت الذي يمكنك فيه الهجوم على نقاط ضعف وثغرات متاحة قبل أن يلتفت لها ويتداركها .

ثالثا ) دراسة إسلوب ونفسية الرسيل ( إن أمكن ذلك ) لأن دراسة الرسيل ومعرفة اسلوبه ونقاط قوته ونقاط ضعفه وصفات شخصيته يعتبر نصف سلاحك للفوز عليه ، فكما يقال لا تهاجم عدوك بالسلاح الذي تخشاه بل بالذي يخشاه هو ، لأن تأثيرة النفسي والعملي اقوى ، فهناك من يجيد الدفاع فلا تتهور معه بهجوم غير مدروس ، وهناك من يجيد الهجوم فلا تترك ثغرات قبل الاشتباك معه ، وهناك من يجيد التكتيك عميق المدى فلا تنظر لنقلاته بشكل مباشر بل فكر في ابعادها والمترتب عليها ، ولا تنظر فقط للمربع المكشوف ولكن المربع المحمي أيضا ، ولا تنخدع بإيهام الرسيل لك بأنه مرتبك أو أخطأ في النقلة ، فأنت تلعب بناء على الرقعة والموقف وليس إيحاءات الرسيل .

رابعا ) الالتزام بقواعد الشطرنج حتى لو كنت فائزا ومتفوق ، فلربما مخالفة قاعدة تهدم المعبد عليك ، وكل مرحلة من مراحل الدور الثلاثة لها قواعدها الخاصة لن يتسع الوقت لذكرها الان ، وسوف نخصص لها موضوع مستقل

التهديد أفضل من التنفيذ!!!!! نمزوفيتش

التهديد والحصار النفسي المرحلة الثانية من المباراة ( الوسط )

لاشك أن الإعداد والبداية القوية المتماسكة تلعب دوراً نفسياً مؤثراً على الرسيل .

يحضرني مقولة للأديب عباس محمود العقاد واصافاً أحد اللاعبين الذين يجيدون هذا الإسلوب ( أنت لست لاعب بالدست وإنما بأنفس اللاعبين ) .

وإذا أعتبرنا أن الرقعة ميدان حرب ، فأتذكر الآية الكريمة ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) ، وحتى أغلق الباب على بعض المتصيدين ، فأنا أعلم أن الرسيل ليس عدو ، ولكن قصدت فكرة الاستعداد والتماسك الذي يجعل لك قوة في عين ونفسية الطرف الاخر وترسخ رهبة بداخله .

إذا كانت الافتتاحية هي نتاج تجارب وخبرات السابقين ، فإن الوسط هو بصمتك انت ، ويعبر عن فكرك وذكاءك وإسلوبك وقدرتك على قيادة جيش متكامل وإتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب .

ولذلك يجب أن تدخل هذه المرحلة بإحتلال أماكن إستراتيجية هامة على الرقعة ، وتأمين دفاعي قوي ، لتكون مستعد للهجوم بشراسة وكذلك صد أي هجمات بسهولة .

وإليك بعض النصائح في مرحلة الوسط : - ١) تدرب على التفكير العميق والنقلات بعيدة المدى ، وسبق الرسيل بخطوات ونقلات ، وذلك يكون بالتفكير في عملية هجوم أو إختراق تكتيكي غير مباشر ، فإن لم يكتشفها الرسيل من بدايتها كنت سابقاً له ببعض النقلات ويستحيل تداركك ، ألم تشعر في بعض الادوار أنك كنت بحاجة لنقلتين متتاليتين لصد هجوم الرسيل !

٢) أعلم ان لعبة الشطرنج ليست كتنس الطاولة فكرته صد رد ، وإنما لابد أن يكون للعقل مهارات وبصمات مختلفة ، فاذا بادرك الرسيل بهجوم ، فإدرس جوانبه وأبعاده ، وبدلا من تكتيل وتعطيل قطعك للصد واخذ موضع الدفاع طيلة المبارة ، فكر في دفاع خفي واستدرج الرسيل ، ودعه يخسر تحركات ستبوء بالفشل ، وقم بتكتيك هجوم في موضع آخر ، فكما يقولون ( خير وسيلة للدفاع الهجوم ) .

٣) إذا كنت في وضع تعادل إجباري ، فلا تجنح للتنازل عن قطع أو إستراتجيات من أجل الهجوم والرغبة في الفوز ، لأن الحكمة تقول أنك ستصبح الخاسر الوحيد ، إلا في إستثناءات نادرة وبعد دراسة عميقة .

٤) بعد خروج القطع الكبيرة ولاسيما الوزراء ، فإعلم أن التبييت المتأخر خطأ فادح ، وأن تقدم وتحرك الملك جزء هام جداً من خطتك لتقدم البيادق ، فالبيدق كالضبع قوي في المواجهة ولكنه لا يستطيع الالتفات يمين ويسار ، ولذلك أنت تحتاج قطعة صانعة ألعاب ، متحركة في جميع الاتجاهات ، ألا وهي الملك ، وكلما كان الملك قريب من بيادقك كنت أفضل من الرسيل ، ولا سيما إستعدادا للدخول في المرحلة الثالثة من الدور ( النهاية ) . التي سوف نورد لها موضوع مستقل يتحدث عن قواعدها ونصائحها واستراتيجياتها