You are a guest in this website, you can login using Facebook

التهديد أفضل من التنفيذ نمزوفيتش

بقلم Mostafa Samer

الشطرنج بين الدفاع والهجوم

لاشك بأن رقعة الشطرنج هي ميدان حرب بين طرفين فلست وحدك من يملك المهارة والفنون القتالية ، الأمر الذي يحتم عليك تعلم مهارات كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر

أولا ) ان تبدأ بنفسك فتتعلم مراحل المباراة الثلاثة ، الافتتاحية ( دراسة ) ، الوسط ( ذكاء ومهارة ) النهايات ( خبرة وتدريب ) ، وتعمل على رفع مستواك في تلك المراحل .

ثانيا ) تعلم فن الاخذ والرد واستراتيجيات الدفاع والهجوم ، فليس من الحكمة أن تنتهج إسلوب والواقع يحتم الاسلوب المضاد ، وهذا ما يقع فيه الكثير ، فمثلا يهاجم ولديه ثغرات ينفذ لها الرسيل ويصعب عليه وقتها التراجع للدفاع ، والعكس صحيح ، لا تقف مدافعا وتعطي الرسيل الوقت يكثف قطعه ويتقدم ويحتل مواقع استراتيجية في الوقت الذي يمكنك فيه الهجوم على نقاط ضعف وثغرات متاحة قبل أن يلتفت لها ويتداركها .

ثالثا ) دراسة إسلوب ونفسية الرسيل ( إن أمكن ذلك ) لأن دراسة الرسيل ومعرفة اسلوبه ونقاط قوته ونقاط ضعفه وصفات شخصيته يعتبر نصف سلاحك للفوز عليه ، فكما يقال لا تهاجم عدوك بالسلاح الذي تخشاه بل بالذي يخشاه هو ، لأن تأثيرة النفسي والعملي اقوى ، فهناك من يجيد الدفاع فلا تتهور معه بهجوم غير مدروس ، وهناك من يجيد الهجوم فلا تترك ثغرات قبل الاشتباك معه ، وهناك من يجيد التكتيك عميق المدى فلا تنظر لنقلاته بشكل مباشر بل فكر في ابعادها والمترتب عليها ، ولا تنظر فقط للمربع المكشوف ولكن المربع المحمي أيضا ، ولا تنخدع بإيهام الرسيل لك بأنه مرتبك أو أخطأ في النقلة ، فأنت تلعب بناء على الرقعة والموقف وليس إيحاءات الرسيل .

رابعا ) الالتزام بقواعد الشطرنج حتى لو كنت فائزا ومتفوق ، فلربما مخالفة قاعدة تهدم المعبد عليك ، وكل مرحلة من مراحل الدور الثلاثة لها قواعدها الخاصة لن يتسع الوقت لذكرها الان ، وسوف نخصص لها موضوع مستقل

التهديد أفضل من التنفيذ!!!!! نمزوفيتش

التهديد والحصار النفسي المرحلة الثانية من المباراة ( الوسط )

لاشك أن الإعداد والبداية القوية المتماسكة تلعب دوراً نفسياً مؤثراً على الرسيل .

يحضرني مقولة للأديب عباس محمود العقاد واصافاً أحد اللاعبين الذين يجيدون هذا الإسلوب ( أنت لست لاعب بالدست وإنما بأنفس اللاعبين ) .

وإذا أعتبرنا أن الرقعة ميدان حرب ، فأتذكر الآية الكريمة ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) ، وحتى أغلق الباب على بعض المتصيدين ، فأنا أعلم أن الرسيل ليس عدو ، ولكن قصدت فكرة الاستعداد والتماسك الذي يجعل لك قوة في عين ونفسية الطرف الاخر وترسخ رهبة بداخله .

إذا كانت الافتتاحية هي نتاج تجارب وخبرات السابقين ، فإن الوسط هو بصمتك انت ، ويعبر عن فكرك وذكاءك وإسلوبك وقدرتك على قيادة جيش متكامل وإتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب .

ولذلك يجب أن تدخل هذه المرحلة بإحتلال أماكن إستراتيجية هامة على الرقعة ، وتأمين دفاعي قوي ، لتكون مستعد للهجوم بشراسة وكذلك صد أي هجمات بسهولة .

وإليك بعض النصائح في مرحلة الوسط : - ١) تدرب على التفكير العميق والنقلات بعيدة المدى ، وسبق الرسيل بخطوات ونقلات ، وذلك يكون بالتفكير في عملية هجوم أو إختراق تكتيكي غير مباشر ، فإن لم يكتشفها الرسيل من بدايتها كنت سابقاً له ببعض النقلات ويستحيل تداركك ، ألم تشعر في بعض الادوار أنك كنت بحاجة لنقلتين متتاليتين لصد هجوم الرسيل !

٢) أعلم ان لعبة الشطرنج ليست كتنس الطاولة فكرته صد رد ، وإنما لابد أن يكون للعقل مهارات وبصمات مختلفة ، فاذا بادرك الرسيل بهجوم ، فإدرس جوانبه وأبعاده ، وبدلا من تكتيل وتعطيل قطعك للصد واخذ موضع الدفاع طيلة المبارة ، فكر في دفاع خفي واستدرج الرسيل ، ودعه يخسر تحركات ستبوء بالفشل ، وقم بتكتيك هجوم في موضع آخر ، فكما يقولون ( خير وسيلة للدفاع الهجوم ) .

٣) إذا كنت في وضع تعادل إجباري ، فلا تجنح للتنازل عن قطع أو إستراتجيات من أجل الهجوم والرغبة في الفوز ، لأن الحكمة تقول أنك ستصبح الخاسر الوحيد ، إلا في إستثناءات نادرة وبعد دراسة عميقة .

٤) بعد خروج القطع الكبيرة ولاسيما الوزراء ، فإعلم أن التبييت المتأخر خطأ فادح ، وأن تقدم وتحرك الملك جزء هام جداً من خطتك لتقدم البيادق ، فالبيدق كالضبع قوي في المواجهة ولكنه لا يستطيع الالتفات يمين ويسار ، ولذلك أنت تحتاج قطعة صانعة ألعاب ، متحركة في جميع الاتجاهات ، ألا وهي الملك ، وكلما كان الملك قريب من بيادقك كنت أفضل من الرسيل ، ولا سيما إستعدادا للدخول في المرحلة الثالثة من الدور ( النهاية ) . التي سوف نورد لها موضوع مستقل يتحدث عن قواعدها ونصائحها واستراتيجياتها