على رقعة شطرنج المشهد الفكري تبدو الألوان وقد تمازجت وتماهت ، حتى بات اللون الرمادي هو الغالب .. لم يعد هناك أبيضٌ بيّنٌ ولا أسودٌ بيّن.. بل يمينٌ و يسارٌ كلاهما يدعي البياض! .. والفريقان – رغم الضبابية – متشابهان في وقوفهما على نفس المسافة من الخطأ والصواب ! .
(الفيل) في نظر خبراء الشطرنج حجرٌ مغرور متهور! .. لا يعترف بالقوانين، ولا بالاستقامة، لذلك تجده دوماً يسير بخط مائل ! .. يؤمن بالقوة والخداع و اختراق الأنظمة ! .. إنه باختصار حجرٌ عنجهيّ و غير مأمون الجانب، لأنه ببساطة (مسنود ) من سكان القلعة وكبرائها .
(الحُرية ) لا تُوهب ولا تُستجدى .. والحصان المُحاصر لن تنفعه كل التدخلات الخارجية إن لم يكن لديه الـ ( حماس ) والشجاعة للقفز على كل أسوار الخلافات ، و( فتح ) أبواب ( قلعته ) وإعادة ترتيبها من الداخل .
يقول خبراء الشطرنج أن الجندي البسيط هو روح اللعبة، و سر انتصاراتها..
إسرائيل أو ( فيل) الشرق الأوسط أدركت هذه المقولة جيداً منذ العام (1948) .. ولكم في ( جلعاد شاليط ) مثال!. أحيانا يكون هناك حجرٌ صغير إن خسرتَه سقطت قلاعك و خسرت المعركة.. لا تستهن بالصغار، فبعض الأحجار الحقيرة قد تهدم القلاع والحصون، وتسقط الوزراء من عليائهم .
أعظم دروس لعبة الشطرنج يكمن في إثباتها أن معادلة الانتصار تتشكل من (98 ٪ ) عمل و فكر و جهد ، و ( 2 ٪) فقط حظ ..
فلكي تفوز في الشطرنج يجب عليك أن تجتهد في ترتيب أحجارك وأفكارك جيداً، بأن تضع الحجر المناسب في المكان المناسب.. وكذلك الأمر بالنسبة للحياة، الفائز فيها هو من يجيد ترتيب أوراقه .