You are a guest in this website, you can login using Facebook

قصة اسطورة الشطرنج الامريكي بوبن فيشر

اسطورة الشطرنج الامريكي بوبن فيشر اطلق عليه الكثيرون اعظم لاعبي شطرنج بالتاريخ. ولد روبرت جيمس في شهر عام 1943 بولاية الينوي من ام يهودية تدعى الريجينا بسويسرا ونشأت في سان لويس وعملت كمعلمة وممرضة ولاحقا طبيبة. وامه تملكت قدرا من الذكاء. كانت تتحدث سبع لغات. اما والده فلا احد يعرف من هو، ‏فقد اشتبه بان يكون باول نمري وهو عالم فيزياء يهودي وهو الاقرب ان يكون والده. ‏ ‏عندما اصبح بوبي في الخامسة انتقلت الام الى بروكلين. وهناك كان اول لقاء بين فشر والشطرنج. بعد ان ابتاعت اخته لعبة صغيرة بقيمة دولار واحد فقط من متجر الحلوى. احتوت على شطرنج صغير. وكانت قوانين اللعبة منقوشة على ظهر العلبة. ليصبح الطفل الصغير مهووسا بها الى حد الجنون. حتى انه عندما كان لا يجد من يلعب معه يلاعب نفسه حتى ان امه اصابها القلق من ذلك وعرضته على طبيب نفسي وقال لها يوجد الكثير من الاشياء التي تستحق القلق بشأنها غير الشطرنج واخبرها الا داعي للقلق، كان يقول بوبي انه لم يعرف والده قط وقد كتبت بعض الصحف اذا ذكرت والد بوبي فسوف تتغير طباعه وتسوء حالته المزاجية الى نهاية اليوم. وعلى الرغم من ان معدل ذكاء اي كيو بوبي عالي جدا ويقدر بمئة وسبعة وثمانين. وهو معدل المستويات العليا من العباقرة. لكن هذا الذكاء لم يتحول الى نجاح بالدراسة. ‏ ‏ ففي عام 1956 حصل بوبي على الميدالية الذهبية في المدرسة لتفوقه في الشطرنج، وفي نفس العام رسب بوبي في المدرسة الثانوية وهو في عمر ستة عشر عاما وترك المدرسة، وكان دائما يقول لقد قررت ان اصبح الافضل في العالم واي شيء اخر سوف يصبح تشتيتا لعقلي، بدأ يقضي وقته في قراءة المزيد من الكتب حول الشطرنج ويعلم نفسه اساليبا اكثر. ويسجل في رأسه معلومات وخطط تساعده في المباريات. في الحادية عشر اصبح معروفا في كل اندية نيويورك للشطرنج. بوبي اصبح مثل الاسفنجة الماصة للشطرنج، وفي الثالثة عشر من عمره لعب مباراة من افضل المباريات في تاريخ اللعبة ضد الاستاذ الدولي المحنك دونالد بيرن، الذي هو من افضل لاعبي امريكا، وقد ذهل الجمهور حين لعب لعبة التضحية بالوزير، وظن الحضور ان المباراة انتهت ولكن بوبي كان له رأي اخر فقد ضحى بالوزير ليطلق العنان لهجوم لا يمكن ايقافه، وقد فعل هذا وربح المباراة وسط ذهول لا يمكن تصوره. ‏ ‏ وعندما اصبح في الرابعة عشر من عمره اصبح افضل لاعب في الولايات المتحدة بدون منازع. واصبح بطل بطولة الولايات المتحدة في الخامسة عشر من عمره. وكان اصغر استاذ ومعلم للشطرنج في التاريخ اشتهر فيشر بانه كان يلعب مباريات ضد خمسة وعشرين لاعبا في نفس الوقت، واحيانا يصل عدد الخصوم الى خمسين لاعب في احدى جولاته في انحاء البلاد، اذ يظهر بوبي وهو يقوم بحركته واعين الجمهور منصبة عليه، فيما انشغل بقية اللاعبين في التفكير برقع الشطرنج امامهم. ومن هؤلاء الخمسين لاعبا تغلب بوبي على سبعة واربعين وتعادل مع اثنين ولم يهزمه سوى واحد فقط، في عام 1964 فاز بوبي ببطولة الولايات المتحدة بنتيجة احد عشر على احد عشر العلامة الكاملة الوحيدة في تاريخ البطولة. ومع كل هذا النجاح اصبح فيشر اكثر غرورا. واصبح يفرض اجراءات اكثر حدة وغير منطقية لكي يفرض سيطرته على البطولة، فمثلا يجب ان تكون الرقعة والقطع ناعمة، يجب ان يبعد الجمهور مسافة معينة، يجب ان يضاعف المال وكان يرفض ان يلعب اي مباراة ان لم تحقق شروطه كاملة، عام 1972 كان عليه ان يلعب سلسلة من المباريات. كان اول منافس الاستاذ الكبير تايم نوف من الاتحاد السوفيتي وقد حطمه بنتيجة ستة صفر والسوفييت كانوا لا يصدقون اعينهم، المباراة الثانية كانت لارسون. واحد من افضل لاعبي العالم وقد سحقه بنتيجة ستة صفر وهذا اشبه ان تحطم محمد علي كلاي بذراع واحدة ويدك الاخرى خلف ظهرك وهذا مستحيل ولكن بوبي فعلها، هذه السلسلة من الانتصارات لم تحدث في التاريخ من قبل ففي هذا الوقت هيمن السوفيت على البطولة العالمية منذ الحرب العالمية الثانية، فقد كانوا يستخدمون الشطرنج للتعبير والنشر والدعاية لافكارهم مثل الشيوعية وقد كان فيشر دائما القول بان السوفيات يتآمرون عليه، وقبل ذلك اتهمهم انهم يتعادلون عن عمد لكي يوفروا طاقاتهم له ولكي تحسم النتائج لصالحهم، ‏ واصبح فيشر يعاني من مرض نفسي حيث يتخيل دائما ان السوفيات يتربصون به لكي يقتلوه ويصنعوا خطوات اقدام ليس لها وجود. ‏ ‏اصبح فيشر مليونيرا واختفى لمدة كبيرة تجاهلا كل العروض المغرية للعب مجددا، واصبح يعيش وحيدا في عالم الشطرنج وقد تسببت الوحدة بزيادة في المرض النفسي المصاب به وقد اصبحت الحياة تزداد غموضا اكثر مع بوبي، فقد شاهده بعض الناس وهو يذهب الى محلات الكتب ويشتري بعض الكتب عن النازية، وقد قطع كل علاقاته مع اصدقائه لانهم يهود، وقد زادت حدة كرهه لليهود وهذا ليس غريب لانه كان دائما يكرههم من سن صغير وعندما وضعوه في قائمة اليهود الاكثر شهرة، قال انه ليس يهودي ولا يريد ان يوضع في هذه القائمة. عام 1975 رفض فيشر الدفاع عن لقبه بسبب عدم استجابة الاتحاد الدولي لمطالبه فسحب منه اللقب سنة بعد اخرى، كان بوبي يرفض العروض ليرجع للعب مرة اخرى حتى اتت الفتاة التي غيرت التاريخ، الفتاة المجرية المراهقة صاحبة الستة عشر عاما التي كتبت خطابا تحث بوبي على اللعب مجددا، فقد حرك هذا الخطاب مشاعر بوبي تجاه الحياة مرة اخرى، وكان امله الوحيد للنجاة من المرض النفسي، وبعد هذا الخطاب بقليل قدمت شركة نيوغسلافية عرضا بقيمة خمسة مليون دولار لكي يرجع عن الاعتزال. وقد اقنعه ذلك العرض، بالفعل في سبتمبر عام 1992 لعب بوبي مباراة مع سباسكي مرة اخرى في يوغسلافيا بعد عشرين عام على اخر مباراة لهم. في هذا الوقت كانت يوغسلافيا تحت الحظر المفروض من الولايات المتحدة الامريكية وقد ارسلت وزارة الخزانة الامريكية تحذيرا لفيشر على هيئة خطاب كان مضمونه اذا تم لعبو المباراة سوف تتحمل غرامة 250 ألف دولار وعشر سنوات في السجن، ولكن كان رد بوبي على الخطاب في المؤتمر الصحفي في غسيلافيا امام شاشات التلفاز بالبصق على القرار امام الجميع، ولعب بوبي المباراة وهزم سباسكي مرة اخرى وقد اخذ جائزة قيمتها ثلاثة مليون دولار وهرب بها ولم يرجع الى امريكا مرة اخرى. ‏ ‏وبدأت رحلة تجوله حول العالم وخاصة اوروبا توجه بوبي نحو المجر بعد المباراة ليذهب لحبيبته ساني ولكنها هجرته وذهبت مع رجل اخر، وهذا كان مؤلما كثيرا بالنسبة له لان هذه الفتاة هي حبه الوحيدة، وفي الاثني عشرة سنة القادمة تجول بوبي في اوروبا واسيا، زادت حدة مرض بوب نفسي واصبح معاديا اكثر للولايات المتحدة واليهود، وقد سب امريكا بافظع الالفاظ على الراديو الفلبيني. ووصف جورج بوش بافظع الالفاظ وقال انه يساعد اليهود القتلة واللصوص الذين سرقوا موطن فلسطين ووصف اليهود باللقطاء، ‏ ‏ بعد اثني عشر عاما من التجول قبض عليه في اليابان بسبب وجود جواز سفر غير صالح بحوزته لان امريكا الغت جواز السفر الخاص به واحتجز بوبي في اليابان لمدة تسعة اشهر حتى انقذته ايسلندا لاعطائه الجنسية الايسلندية، في عام 1999 اعلن فيشر عن نوع جديد من الشطرنج تحت اسم شطرنج فيشر العشوائي، عرف فيما بعد بشطرنج 960، هذا النوع يختلف عن الشطرنج الاعتيادي في نقطة واحدة وهي ترتيب القطع في بداية اللعبة حيث يكون ترتيب هذه القطع عشوائيا بحيث يختلف في كل لعبة. ‏ ‏في السابع عشر من يناير عام 2002 فارق فيشر الحياة بسبب الفشل الكلوي، حسب صديقه فان كلماته الاخيرة كانت "لا شيء يشفي مثل اللمسة الانسانية" وحسب وصية فيشر لم يحضر الى الجنازة الا حبيبته اليابانية ميوكو واتاي وصديقه جارور مع عائلته، غادر في شر الحياة وترك ثروة تقدر ب مائة واربعين مليون دولار. حدث نزاع عليها من قبل الاقارب والاصدقاء والولايات المتحدة التي كانت تدعي ان بوبي لم يدفع ضرائب، في عام 2015 تم انتاج فيلم عن قصة حياة بوبي يحمل اسم باوند ساكروفس التضحية بالبيدق. بطولة النجم توبي ماجواير. رحل في الشرع عن الحياة وهو مؤمن بمعتقداته. "ان اليهود هم اسوأ من في هذا العالم. وان الولايات المتحدة ليست كما يراها الكثيرون". ولكن بقي في عقولنا وقلوبنا بكتبه وابتكاراته ببساطة. لانه افضل من لمس رقعة الشطرنج منذ ان كانت لعبة يحتكرها الاتحاد السوفيتي. غادر واخذ معه عقلا يمتلك مستوى ذكاء يفوق العلماء. ‏ فهو واحد من قلة قليلة من الناس. وصفوا بالاسطورة وهم احياء

منقول.


احسنت ياهلالى

Répondre

Enregistrez-vous pour répondre