ان اتيت لك بقطعة حلوى وقطعة من الجمر وقلت لك قارن بينهما
من المؤكد ستنظر لي وتبتسم بسخرية
وهكذا الامر بينهما
احدهم بوزع الحلوى واخر يمطر السماء جمرا
لكن ليست هنا فقط تقبع المشكلة
المشكلة ايضا فينا نحن في ضمائرنا وفي قلوبنا
نزعت او نزعنا منها حب الوطن والاخوة والجنسية وزرعوا او زرعنا العداء بين اطياف المجتمع
في مداخلة على الشات العام مع احدهم يسكن في شمال سورية
قلت اننا قررنا كفريق طبي متطوع الذهاب لادلب لتقديم المساعدة الطبية وطبعا ادلب بعيدة عنا 70 كم فقط
لم يسمحوا لنا بالدخول اليها لاننا في مدن يسيطر عليها النظام واعادونا
فخرج على الشات يقول لي عندنا كوادر طبية تكفي حتى النظام وبدا يتحدث عن سوء النظام واجرامه وكاننا نحن كشعب نقبع تحت سيطرته نحن المسؤولون عن اجرامه او سوئه
قلت له يا اخي انا لست مع النظام انا سورية ومع سورية
ولكنه هاجمني بطريقة سيئه
هذه الافكار التي زرعت في اطياف الشعب السوري وطرق تعاملهم مع ياقي الاطياف ادت للتفكك وبهكذا فكر ماتت الثورة ومعها الشعب والوطن وانتصر فرد الى ان يشاء الله تبديلا
لو راجعنا نقطه في تفكير هذا الانسان عندما قال لدينا كوادر تكفي النظام باسره
تركيا بكل قوتها واستقرارها وامكانياتها استغاثت وطلبت المساعدة وهم يقولون لدينا كوادر تكفي
وان قبلت جدلا انهم فعلا لديهم كل هذه الامكانيات فلما تركوا الناس تلاقي مصيرها تحت الركام سلع ايام
هذا هو التفكير الذي ادى بنا للدمار في الانفس وجعل من هؤلاء قادرين على تسيرنا كقطعان الماشية
ان لم يتوحد الشعب السوري لن تقوم له قائمة
وان لم نتوحد في الازمات واحبلنا بعض فيها فمتى نتوحد
ان ارادت دولة مثل مصر مثلا ان تساعد شعب سوريا وهي قادرة طبعا فمن ستساعد
النظام لا يمكنها لانه لن يتم تعويمه دوليا ولن تعادي دول العالم من اجل شخص زائل عاجلا او اجلا
الجنوب السوري الذي هو تحت سيطرة قوى اخرى
الشمال السوري الذي هو تحت سيطرة قصد في جزء منه
وتركيا في جزء اخر والجزئين متناحرين
ام المعارضة التي لا تفكر سوى بالحصول على مكاسب سياسية وتحلم بالسلطه
ام تحرير الشام
ام الجيش الذي يقال عنه حر والذي لا يمكن ان يطلق طلقة واحدة دون اوامر تركيه ولا يجرؤ
قبل الزلزال كانت تركيا بدات مشروع تطبيع واتغاق مع النظام متجاهلة من تدعمهم
اقول لذلك الانسان الذي قال لي نحن نعيش بكرامه وانتم لا
انا لا اريد كرامه تعطبني اياها تىكيا قادرة ان تاخذها باي لحظة
لو تخلت عنهم تركيا ترى كم ساعه يمكنهم الصمود بعدها
لن تصمد اي مجموعة لوحدها اكثر من ساعات ولا احد سيهتم لنا متنا او عشنا
محبتنا ووحدتنا كشعب واحد هي فقط من تجعلنا اقوياء
ان لم تتمخض عن الشعب السوري الكامل شخصيات تسطيع ان تنفذ الوعود على الارض وتجمع كل الشعب على كلمة واحدة لن تستطيع اي دولة ان تدعم اي مسار في سورية
حاليا
امريكا تدعم قصد
تركبا المعارضة في ادلب
ايران وروسيا النظام
اسرائيل تنفذ ضرباتها في سوريا
الجنوب عصابات المافيا وتجارة المخدرات وحزب الله
وخلايا داعش النائمة
وحصار اقتصادي خانق على شعب لم يعد قادر على التفكير الا كيف يؤمن قوت يومه وبعض الدفء من برد الشتاء والخبز
يعيش اليوم وينتظر الموت غدا
لايمكن المقارنه ابدا بين بلد مفكك وبلد موحد
الكل هنا يتحمل يتحمل المسؤولية لما يحدث لنا
والمسؤولية الاكبر بتحملها الشعب لانه احد الان لم يستطيع ان بجعل اي دولة قادرة على مساعدته
لنفرض قامت الولايات المتحدة بعملية ضد بشار وازالته
كيف سيكون الوضع في بلد مفكك شعبه
الاكراد يريدون السلطة
الاخوان يريدون السلطه
المعارضة في ادلب سيقولون نحن حملنا عبء الثورة والسلطه من حقنا
وغيرهم من المجموعات الكثيرة في هذا البلد المحطم
بشار باقي شئتم ام ابيتم طالما نحن مفككين لانه حاليا الوحيد القادر على ضمان امن اسرائيل وليس هناك اي طرف قادر على اعطاء اي ضمانات او عمل معاهدة معهم كما فعلت مصر وباقي الدول
يجب ان نخرج من العواطف
وان نعمل معاهدة لا يعني اننا رضينا بها كدولة
انما الضعف الذي فينا يجعلنا بحاجة لهذه المعاهدة حتى نكون بيوم الاقوى ونفرض شروطنا
الرسول عليه الصلاة والسلام عمل معاهدة مع الكفار بقريش ومع اليهود بخيبر حتى اذن الله
المعاهدات ليست انهزاما بل وقت لاعداد العدة وهكذا تكون السياسة من تجل رفاه الشعوب
اردوغان يستخدم السياسة لما يفيد مصالح شعبه ودولته
وبشار واطياف الشعب يستخدمون السياسة لدمار الدولة والشعب من اجل البقاء او الحصول على السلطه
ولن تتبدل الاحوال حتى يأذن الله بذلك ويصحوا من هم سبات عميق وتعود بذرة المحبة تنمو في قلوبهم كشعب واحد ووطن واحد للجميع