استغلال شهر رمضان المبارك

كيفية استغلال رمضان أكرم الله -تعالى- أُمّة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بمواسم الطّاعات التي تتضاعف فيها الأُجور، فلا يكاد ينتهي موسم إلا ويتبعه آخر، فيبقى المؤمن في طاعةٍ دائمةٍ لله عز وجل، والفائز من يستغل فرص العبادة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (افعلوا الخير دهركم، وتعرَّضُوا لنفحات رحمة الله، فإنَّ لله نفحاتٍ من رحمته، يُصِيبُ بها من يشاء من عباده، وسلوا الله أنْ يستر عَورَاتكُم، وأن يُؤَمِّن روعاتكُم)،[٣] والعاقل من اغتنم رمضان بالطاعة، والتقرب من الله تعالى، فلا يعلم المسلم ما قد يعرض له من المشاغل، يقول ابن القيم رحمه الله: "والله سبحانه يعاقب من فتح له باباً من الخير فلم ينتهزه، بأن يحول بين قلبه وإرادته، فلا يمكنه بعد من إرادته عقوبة له، فمن لم يستجب لله ورسوله إذا دعاه، حال بينه وبين قلبه وإرادته، فلا يمكنه الاستجابة بعد ذلك"،[٤] ويكون الاستغلال الأمثل لشهر رمضان بعدّة أًمورٍ منها:[٥] التوبة من جميع الخطايا والآثام، واستذكار من مات ولم يبلغ رمضان؛ لاستشعار قُرب الموت وعِظم الفرصة. الفرح بقدومه، والتهيؤ له بالأعمال الصالحة، والإحسان إلى النّاس. التخطيط المسبق له، وتحديد كيفية قضاء ساعاته وأيامه بالنّوافل، وقراءة القرآن، والقيام. المساهمة في تفطير الفقراء والمساكين، فمن فطَّر صائماً كان له مثل أجره دون أن يُنقص من أجر الصائم شيء، وقد كان النّبي -صلى الله عليه وسلم- من أجود النّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان. الجلوس في المصلى إلى حين الشروق وارتفاع الشمس قيد رمح، لقول النّبي صلى الله عليه وسلم: (من صلى الفجر في جماعةٍ، ثم قعد يذكرُ الله حتى تطلُع الشمسُ، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمرةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ).[٦] الحرص على صلاة التراويح، والانصراف مع الإمام، فمن قام مع الإمام وانصرف معه كُتب له قيام ليلة. الإكثار من الدعاء، فقد بشرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أُمته بأنَّ للصائم دعوة لا تُرد. صلة الأرحام. حفظ الجوارح عن المحرمات، فالإنسان محاسب على جميع أقواله وأفعاله


نشر موفق احسنتم