ليس كل ما نقابلهم في حياتنا يتركون نفس الأثر في نفوسنا ... فهناك من نشعر بأننا وجدنا أنفسنا وذاتنا وابتساماتنا من القلب بحضورهم وأن لحظات البعد عنهم هي سنوات انتظار صعبة تفوق احتمالنا .... وهناك ما تكون حياتنا معهم نكد وشقاء ولا يكن للراحة سبيل سوي فقدانهم والبعد عنهم وحينما يتحقق ذلك فلا نحزن على فقدانهم بل عن اللحظات التي أهدرناها من حياتنا معهم .... وهناك نوع ثالث نحتار فيهم ولا نعرف لهم سبيل فهم كالحرباء يتشكلون معنا بما يحقق منافعهم ، فمنهم من يدور حولنا طالما كان فينا طعم العسل ذلك لأن فيهم روح الذبابة ، ومنهم من يكون كالجلد يصفر عند المرض ويحمر عند الخجل ذلك أن فيه روح النفاق ، ومنهم من يلازمنا في المعاصي ويتلاشى وجودهم عند الطاعات والخيرات ذلك أن فيهم روح الشيطان .
فكيف نتعامل معهم جميعا في آن واحد دون أن نثقل على أنفسنا عبء تعدد شخصياتنا كي نتواءم مع كل فئة منهم ، عليك أن تنير بصيرتك بمعية الله فمن يهده الله فلا مضل له ، وأن تنير قلبك بالإيمان فمن دخل الإيمان قلبه ما ضرته فتن العباد مادامت السماوات والأرض ، وأن تنير عقلك بالعلم والمعرفة حتى لا تضل عن جهل منك أو بمكر الماكرون ، وتحلى بحسن الخلق فأنه سلاح الأنبياء والأتقياء يحبب فيك الصالحون ويقيك شر السفهاء والجاهلون ويوهن سلاح المعتدون ، وحينئذ فمن كان في قلبه خير أهتدي بك ومن كان في قلبه شر يئس منك دون أن يلحقك منه أذى .